سأحكي لكم تجربتي مع تجربتي مع فسخ النكاح، ففسخ النكاح ليس مجرد إجراء قانوني، بل هو تجربة معقدة ومؤثرة تمتد آثارها إلى الحياة الاجتماعية والنفسية للمرأة، وفي مجتمعاتنا العربية، قد يُنظر إلى هذا القرار على أنه تحدٍّ للتقاليد والأعراف، لكنه في الحقيقة حق مشروع يُمنح لمن تعاني من زواج غير متكافئ أو ظالم، وفي هذا المقال، سأروي تجربتي الشخصية مع فسخ النكاح، والعقبات التي واجهتها حتى حصلت على حريتي.
تجربتي مع فسخ النكاح
لم يكن زواجي مبنيًا على الحب أو التفاهم، بل كان تقليديًا بحتًا، ومنذ الأيام الأولى، بدأت ألاحظ سلوكيات لم أكن أتوقعها من زوجي، حيث كان متسلطًا، يفرض قراراته عليّ دون نقاش، ويستخدم أسلوبًا حادًا في التعامل، وكنت أعتقد أن الصبر هو الحل، لكن الأمور ازدادت سوءًا عندما بدأ العنف اللفظي يتحول إلى عنف جسدي.
مع مرور الوقت، أصبح الوضع لا يُطاق، فلم يكن يعترف بحقوقي كزوجة، وكان يعتبرني مجرد تابع له، وحاولت إيجاد حلول، لجأت إلى العائلة، تحدثت مع أصدقائي، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، ولم يكن أمامي خيار سوى البحث عن طريقة لإنهاء هذه العلاقة السامة بشكل قانوني، وهنا بدأت رحلتي مع فسخ النكاح.
وعندما قررت فسخ النكاح، لم يكن الأمر سهلًا، فزوجي رفض الفكرة تمامًا وهددني بحرماني من أي حقوق مالية، رغم ذلك توجهت إلى محكمة الأحوال الشخصية وقدمت طلب الفسخ، مدعومة بالأدلة التي تثبت الضرر الذي تعرضت له.
خلال الجلسات، كنت مطالبة بتقديم الأدلة والشهادات، وكانت هناك محاولات للصلح بيننا، لكنها لم تُثمر، وكنت أعلم أن الحصول على هذا القرار يحتاج إلى صبر ومثابرة، خاصة وأنه يختلف عن الطلاق التقليدي، حيث يتطلب إثبات وجود ضرر أو سبب شرعي يبرر الفسخ.
أسباب فسخ عقد الزواج من قبل الزوجة
- العنف الأسري، وتم تقديم تقارير طبية تثبت الإصابات التي تعرضت لها نتيجة العنف الجسدي.
- سوء المعاملة، فأدليت بشهادتي حول الإهانات المستمرة والإذلال الذي كنت أتعرض له.
- عدم توفير النفقة، وأثبتت الوثائق أن زوجي لم يكن ملتزمًا بتقديم الاحتياجات الأساسية لي.
- عدم التوافق النفسي والعاطفي، كما أكدت تقارير الاستشاريين النفسيين أن استمرار الزواج كان يشكل خطرًا على صحتي النفسية.
التحديات التي واجهتها خلال القضية
- كان هناك رفض واستغراب من بعض أفراد العائلة، حيث اعتبروا أن المرأة يجب أن تتحمل مهما كان الوضع.
- استغرق الأمر عدة أشهر، حيث كان الطرف الآخر يماطل لتأخير الحكم.
- كوني امرأة تطلب فسخ النكاح، واجهت الكثير من الأسئلة الجارحة والاتهامات، لكنني كنت مصرة على استعادة حياتي.
فسخ عقد النكاح بسبب سوء العشرة
بعد مرور عدة جلسات، صدر الحكم بفسخ النكاح وإعطائي حقوقي كاملة، مما منحني شعورًا لا يوصف بالراحة والحرية، ولم يكن القرار مجرد إنهاء لعلاقة، بل كان بداية جديدة لي، حيث شعرت بأنني استعدت هويتي وكرامتي بعد سنوات من المعاناة.
وبعد الحصول على حريتي، بدأت رحلة التعافي النفسي وإعادة بناء حياتي، وعملت على تحسين نفسي من خلال الدراسة والعمل، وأصبحت أكثر وعيًا بحقوقي، وهذه التجربة علّمتني أن الاستسلام ليس خيارًا، وأن للمرأة الحق في حياة كريمة خالية من القهر والإجبار.
إذا كنتِ تعيشين في علاقة غير صحية، لا تترددي في اتخاذ القرار المناسب لحياتك، ففسخ النكاح ليس وصمة عار، بل هو حق قانوني يحميكِ من الاستغلال والظلم، كوني قوية، لا تستسلمي للضغوط، واعملي على بناء مستقبل جديد مليء بالاحترام والكرامة.
فسخ النكاح قد يكون رحلة شاقة، لكنه أحيانًا يكون الحل الوحيد لاستعادة حياة طبيعية وصحية، لا تخافي من المواجهة، واعملي على تحقيق العدالة لنفسك، التجربة قد تكون مؤلمة، لكنها بداية جديدة تستحقينها.