تعاني الشركات الأميركية من تراكم كميات ضخمة من الجبنة، حيث بلغ الفائض نحو 600 مليون كيلوغرام، وهو ما يكفي لتغطية 250 ملعب كرة قدم بطبقة سميكة، وهذا التكدس يشكل معضلة أمام المنتجين الذين يكافحون لإيجاد حلول لتصريف المخزون المتزايد.

تعود جذور الأزمة إلى بدايات القرن العشرين عندما كان المزارعون يواجهون تقلبات حادة في أسعار الحليب، ما أدى إلى خسائر فادحة بسبب سرعة تلفه، وفي محاولة لضبط السوق، أصدرت الحكومة الأميركية قانونًا عام 1949 يتيح شراء الفائض عند تدني الأسعار، لكن هذه السياسة تسببت بمرور الزمن في تراكم مخزون هائل من الجبنة، تم تخزينه في كهوف ضخمة تحت الأرض، ما كلف الدولة ملايين الدولارات يوميًا.

رغم أن الحكومة لجأت لاحقًا إلى توزيع الجبنة ضمن برامج الدعم الغذائي، إلا أن المشكلة انتقلت إلى الشركات الخاصة مثل “كرافت هاينز” وجمعيات مزارعي الألبان، التي أصبحت اليوم تواجه تحديات كبيرة في التخلص من هذا الفائض الضخم.

جدير بالذكر أن محاولات الشركات الأميركية لتصدير الجبنة تصطدم بمنافسة شديدة من دول مثل الاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا، اللتين تهيمنان على السوق بمنتجات ذات جودة عالية وأسعار مدعومة حكوميًا، ما يجعلها أكثر جاذبية من الجبنة الأميركية، كما أن بعض الدول تفرض رسومًا جمركية مرتفعة على الألبان الأميركية لحماية صناعاتها المحلية، مما يعقّد جهود التصدير.