بتأثر بالغ، تحدث والد الطالبة إيمان عن الحزن الذي يعتصر قلبه بعد فقدان ابنته التي توفيت بعد امتحان صعب في كلية الطب بجامعة المنوفية، فالأب المكلوم كشف تفاصيل مؤلمة عن آخر لحظات حياة ابنته، التي كانت واحدة من الطالبات المجتهدات والمثابرات.
في تصريح، روى الأب أنه تلقى أخبارًا صادمة من زملاء ابنته، الذين أكدوا أن دكتور المادة كان قد سخر منهم أثناء الامتحان، موجهًا لهم كلمات قاسية مثل: “اتوضوا كويس واقيموا الليل علشان تعرفوا تتحسبنوا عليا كويس”، وهو ما زاد من شعور إيمان بالظلم في ذلك اليوم الصعب.
وقال الأب: “إيمان كانت مثالًا للطالبة المجتهدة التي لم تتغيب عن محاضراتها أبدًا، وكانت تحرص على أداء صلواتها وقراءة القرآن قبل أن تبدأ في مذاكرتها”، وأضاف:
“في يوم امتحانها الأخير، عادت إلى المنزل وهي تشعر بظلم شديد، وسألتني: لماذا يوجد ظلم في الدنيا؟”
وقد حاول الأب أن يطمئنها قائلاً إن الدنيا فيها الخير والشر، وأن الحياة المثالية هي عند الله، وفيما يخص اللحظات التي سبقت امتحانها الأخير، أكد الأب أن إيمان كانت حزينة جدًا بعد الامتحان، لكنها لم تُظهر مشاعرها كما كانت تفعل عادة، وقالت له:
“من سنة أولى وأنا ما غبتش ولا يوم، حتى لو كان في مطر أو كنت تعبانة”
كما أضافت أن فكرة الظلم أخذت حيزًا كبيرًا في ذهنها بعد الامتحان، حيث قالت:
“افتكرت قول الله (ولقد خلقنا الإنسان في كبد)”
وأشار الأب إلى آخر موقف بينهما، حيث كانت إيمان قد ذهبت لجلب أوراق من المكتبة، وعادت بها ناقصة، فطلب منها أن تعود مرة أخرى لجلب باقي الأوراق، فاعتذرت قائلة: “حقك عليا يا بابا، بعتك وأنت صايم”، كانت تلك الكلمات الأخيرة التي قالها لها قبل وفاتها.
وفي ختام حديثه، أكد الأب أنه يضع ثقته في الله، قائلاً:
“حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم، وربي هو الحكم العدل، وهو المنتقم الجبار، وإذا لم يُتحقق حقها الآن، فسوف يتحقق في الآخرة”