طريقة الصلاة الصحيحة للنساء، تُعدّ الصلاة عماد الدين، وهي الفريضة التي لا تسقط عن المسلم ما دام عقله ثابتًا وقدرته متحقّقة، وقد شرع الله تعالى للمرأة كما للرجل أحكامًا تُهذّب الروح وتقوّم السلوك، وجعل أداء الصلاة على الوجه الصحيح سبيلًا لنيل القرب من الله تعالى وبلوغ الطمأنينة. والصلاة الصحيحة للنساء تقوم على أركان وشروط وهيئات محدّدة، لا يجوز الإخلال بها؛ إذ إن التزامها هو ما يجعل الصلاة مقبولة وموافقة لما جاء في الشريعة.
طريقة الصلاة الصحيحة للنساء
تؤدّي المرأة صلاتها كما يؤديها الرجل في الأركان والواجبات، مع وجود بعض الهيئات المستحبّة التي تُراعى فيها الستر وزيادة الحشمة. وتتمثّل الطريقة الصحيحة في الآتي:
- الوضوء الصحيح والمحافظة على الطهارة قبل الشروع في أداء الصلاة.
- ستر العورة بثياب ساترة غير شفّافة، بحيث تغطي جميع الجسد عدا الوجه والكفين على الراجح.
- التوجّه إلى القبلة مع استحضار النية في القلب دون التلفّظ بها.
- رفع اليدين عند التكبير وجعلهما بمحاذاة الكتفين أو الصدر دون مبالغة.
- الركوع بهدوء مع انحناء لطيف دون تثبيت الذراعين مفرودتين.
- السجود بانضمام وذلك بأن تقرّب المرأة أعضائها بعضها من بعض محافظة على الستر.
- الجلوس بين السجدتين مع طمأنينة، ووضع اليدين على الفخذين.
- التشهّد الأخير ثم التسليم يمينًا وشمالًا.
متى تكون صلاة المرأة باطلة
تبطل صلاة المرأة إذا اختلّ ركن من أركانها أو شرط من شروطها التي نصّ عليها الفقهاء، فمن أسباب بطلان صلاة المرأة انعدام الطهارة؛ سواء كان ذلك بحدث أكبر كترك الغُسل الواجب، أو حدث أصغر بنقض الوضوء دون إعادة الطهارة، كما تبطل الصلاة إذا انكشف جزء من عورتها المكلفة بسترها عمدًا أو لوقت طويل دون ستره مباشرة، وتبطل الصلاة كذلك بالتكلّم عمدًا بكلام من غير جنس الصلاة، أو الضحك بصوت، أو الأكل والشرب، أو الحركة الكثيرة المتتابعة بلا داعٍ، ومن مبطلات الصلاة أيضًا ترك ركن من الأركان الأساسية مثل الركوع أو السجود أو القراءة في القيام، وإن تغيير النيّة أثناء الصلاة أو تحويل العبادة إلى غير ما بدأت عليه يعدّ من موجبات البطلان، وبذلك فإن المحافظة على الشروط والأركان هي التي تصون الصلاة من الفساد.
ماذا نقول في بداية الصلاة للنساء
تفتتح المرأة صلاتها بتكبيرة الإحرام، فتقول: «الله أكبر»، وهي أول ما يقال عند الشروع في الصلاة، ثم تُستحب قراءة دعاء الاستفتاح، وهو: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك»، أو غيره مما ورد عن النبي ﷺ، وبعد الانتهاء منه تُباشر قراءة سورة الفاتحة، وهي ركن لا تصح الصلاة إلا به، ثم تقرأ ما تيسّر من القرآن الكريم، ومن المهم أن تؤدي المرأة هذه القراءات بصوت خافت، لأن الإسرار في صلاتي الظهر والعصر وفي صلاة المرأة عمومًا هو الأولى، إلا في المواضع التي يشرع فيها الجهر كالمغرب والعشاء إذا صلّت منفردة وكانت في مكان آمن لا يُسمع صوتها من رجال أجانب، وبداية الصلاة تُعَدّ لحظة خشوع تعلن فيها المرأة دخولها في حضرة العبادة، فينبغي أن تُقبل فيها بقلبها.
هل يجوز للمرأة أن تصلي وشعرها مكشوف
ستر شعر المرأة شرط لصحة الصلاة عند الجمهور، لأن الشعر داخل في حدود العورة التي يجب تغطيتها أثناء الصلاة، فإذا صلّت المرأة وشعرها مكشوف عمدًا عالمة بالحكم كانت صلاتها غير صحيحة ويجب عليها إعادتها، أما إن انكشف الشعر دون قصد ثم بادرت المرأة إلى ستره فورًا واستكملت صلاتها، فإن صلاتها صحيحة ولا حرج عليها.
ويدخل في هذا الحكم مقدّمة الرأس وجوانبه، فكل ما يعدّ من الشعر يجب ستره، ولا يشترط نوع معيّن من الغطاء، بل يكفي أي ثوب ساتر لا يُظهر ما تحته، ويُستحب أن يكون الغطاء محكمًا حتى لا ينكشف الشعر أثناء الركوع والسجود، لأن حفاظ المرأة على سترها هو من كمال الصلاة وخشوعها.
كيفية الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم
- الوقوف مستقبلِة القبلة مع استحضار النيّة.
- تكبيرة الإحرام: رفع اليدين وقول «الله أكبر».
- دعاء الاستفتاح (إن شاءت).
- قراءة الفاتحة ثم ما تيسّر من القرآن.
- الركوع وقول «سبحان ربي العظيم» ثلاثًا.
- الاعتدال من الركوع وقول «سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد».
- السجود الأول وقول «سبحان ربي الأعلى» ثلاثًا.
- الجلوس بين السجدتين وقول «رب اغفر لي».
- السجود الثاني مثل الأول.
- القيام للركعة الثانية وتكرار ما سبق.
- التشهّد الأول بعد الركعة الثانية في الصلوات الثلاثية والرباعية.
- إتمام الركعات الباقية على الهيئة نفسها.
- التشهّد الأخير والصلاة على النبي ﷺ.
- التسليم يمينًا وشمالًا.
وإلى هنا يبلغ ختام المقال المعنون طريقة الصلاة الصحيحة للنساء، حيث إن الصلاة الصحيحة للمرأة عبادة عظيمة تجمع بين الطهر والستر والخشوع، وهي صلة دائمة بينها وبين ربّها عز وجل، والمحافظة على شروطها وأركانها وإتقان هيئتها هو ما يجعلها مقبولة ويزيد من نورها وبركتها.