كيف شكل الرسول الذي عرف عنه ﷺ أنه آيةً من آيات الجمال الإلهي والهيبة النبوية، جمع اللهُ تعالى له جمال الصورة وكمال السيرة، فكان إذا ظهر بين أصحابه أشرق المكان بنوره، وإذا تكلّم أنصت الجميع لهيبته وبلاغته، ولم يكن جماله جمال هيئة فقط، بل جمال روح ونقاء قلب، مما جعل صورته ترتسم في النفوس قبل الأبصار، وفي السطور القادمة نستعرض بعض المعلومات المرتبطة بهذا الأمر.

كيف شكل الرسول
جاء في كتب السِّيَر والأحاديث الصحيحة وصفٌ دقيق لهيئة النبي ﷺ، ومن ذلك:
- كان ﷺ أبيض اللون مشرباً بحُمرة، ظاهر النور والوضاءة.
- شَعرُه أسودُ اللون، يصل إلى منكبيه أحياناً، وكان يسرّحه ويعتني بنظافته.
- وجهه مستديرٌ مشرق، ليس بالطويل ولا بالمدوّر تماماً، بل بين ذلك.
- عيناه واسعتان شديدة السواد، تحفّهما أهداب طويلة تزيدهما جمالاً وهيبة.
- فمُه واسع وأسنانُه بيضاء برّاقة، وبين ثناياه فَتْرٌ يزيد الابتسامة حسناً.
- لحيته كثيفة سوداء تملأ وجهه بالوقار.
- جسمه متناسق، عريض المنكبين، قوي البنية، لا نحيلٌ ولا بدين.
- مشيته قويّة تدل على عزمٍ وثبات، كأنّه ينحدر من صَبَب.
صفات الرسول الخلقية
- وسامة الوجه: كان وجهه ﷺ أجملَ الوجوه، يجتمع فيه النور والجلال، حتى قال الصحابة: «ما رأيتُ شيئاً قط أحسنَ منه».
- الطول والهيئة: كان متوسط الطول، ليس بالطويل البائن ولا القصير، مما أكسبه تناسقاً وهيبة.
- الشَّعر واللحية: كان شعره ناعماً أسود، ولحيته كثيفة تكسو وجهه وقاراً، وكان يعتني بهما نظافة وترتيباً.
- الصوت والحديث: كان صوته جميلاً واضحاً، إذا تحدّث تُسمَع كلماته بجلاء، ويُعطي كلَّ حرفٍ حقّه من البيان.
صفات الرسول الأخلاقية
- الرحمة: كان أرحم الناس بالضعفاء والصغار، حتى قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.
- الصدق والأمانة: عُرف قبل البعثة بالصادق الأمين، ولم يُعرف عنه كذبٌ قط.
- التواضع: مع عظم مكانته كان يجلس مع الفقراء ويأكل معهم، ويقول: «إنما أنا عبد».
- الحلم وكظم الغيظ: كان يحلم على من أساء إليه، ولا ينتصر لنفسه، بل يعفو ويصفح.
صفات الرسول المذكورة في القرآن
-
رحمة للعالمين: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107).
-
حريص على المؤمنين رؤوف رحيم: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ … بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ (التوبة: 128).
-
على خُلُقٍ عظيم: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4).
-
يدعو إلى الله بإذنه: ﴿وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾ (الأحزاب: 46).
حديث عن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم
من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال:
-
«كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَحْسَنَ
النَّاسِ وَجْهًا، وَأَحْسَنَهُمْ خُلُقًا، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ البَائِنِ وَلَا بِالْقَصِيرِ» — رواه البخاري (3551).
وهكذا ينتهي المقال كيف شكل الرسول، حيث أن النظر في صفات النبي محمد ﷺ، خَلْقاً وخُلُقاً، يكشف للمتأمل كيف جمع الله له كمال الصورة وجلال الروح، فكان أجملَ الناس وجهاً، وأكملهم خُلُقاً، وأكثرهم رحمةً وهداية، وحريٌّ بكل مسلم أن يتخذ من سيرته نبراساً، ومن أخلاقه منهجاً، ومن هديه طريقاً مستقيماً يضيء القلب والدرب.