قصة قصيرة عن بر الوالدين، يعدّ برّ الوالدين من أعظم القربات إلى الله ومن أرقّ صور الإنسانية التي تُظهر صفاء القلب ونقاء الضمير، فهو شكر للجميل وردّ للإحسان وتقدير للتعب الذي بذلاه في التربية والرعاية، وبرّ الوالدين سبب للبركة في العمر وسعادة في الدنيا والآخرة، ويستعرض هذا المقال من خلال سطوره وفقراته القادمة مجموعة قصص عن بر الوالدين من السنة وفي عهد الصحابة وأغرب قصص بر الوالدين.

قصة قصيرة عن بر الوالدين من السنة ومن عهد الصحابة

قصة قصيرة عن بر الوالدين

كان هناك شاب يعيش مع والده العجوز الذي أرهقته السنون وأضعفت جسده، كان الأب كثير الطلبات، يطلب الماء تارة والغذاء تارة أخرى وكان الشاب يخدمه بصبر وابتسامة، وفي يوم أصاب الابن تعب شديد، فجلس بجوار والده وقال: يا أبي، إني أتعب أحياناً، فقال الأب بحنان: أتتعب اليوم مني يوماً؟ وأنا تعبت من أجلك سنين طويلة، فدمعت عينا الابن وعرف أن كل ما يقدّمه لا يساوي شيئاً مقابل حب والده، فزاد برّه له وازداد قربا منه حتى صار الأب لا يحتاج أن يطلب شيئاً، فالابن يعرف ما يريد من نظرة عينيه.

اقرأ أيضًا: قصة قصيرة عن الأخلاق

قصة عن بر الوالدين في عهد الصحابة

روى أهل السير عن الصحابي أويس القرني أنه كان بارا بأمه براً عظيماً، كان يعيش في اليمن ولم يستطع زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان ملازماً لأمه التي لا تقوى على الحركة، كان الناس يرونه من الزاهدين العابدين وكان لا يترك أمه ساعة واحدة دون أن يرعاها، وعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بأمره قال لأصحابه: [إن خير التابعين أويس القرني] وأخبرهم أن هذا الرجل لو أقسم على الله لأبرّه، وبعد وفاة الأم قدم أويس إلى المدينة، فكان عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب يبحثان عنه ليسلّما عليه ويوصياه بالدعاء لهما، تقديراً لمكانته عند الله بسبب بره بأمه، وهكذا صار برّ الوالدين سبباً لرفع شأنه في الدنيا والآخرة.

قصة قصيرة عن بر الوالدين من السنة

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله، أردت الخروج للجهاد وقد جئت أستشيرك.

فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: ألك والدان؟

قال: نعم.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فَفِيهِمَا فَجَاهِد.

أي اجعل جهادك وخدمتك في برّهما.

وفي رواية أن رجلا حمل أمه على كتفيه يطوف بها حول الكعبة وقال لابن عمر: أتراني جزيتها؟.

قال: ولا بطلقة من طلقاتها.

ففهم الرجل أن كل ما قدّمه لا يكافئ تعبها حين حملته صغيراً، فازداد حرصه على برّها ورعايتها حتى آخر لحظة من حياتها، فأصبح هذا العمل عند الله أعظم من ألف جهاد دون إذن الوالدين.

أغرب قصة عن بر الوالدين

يحكى أن شاباً كان يعيش في قرية بعيدة وكان والده أعمى وأمه مريضة، فكان يعمل نهارا في الحقل ويعود ليلاً ليخدمهما، وفي يوم شديد المطر انقطع الجسر الذي يصل منزله بالقرية، فأخذ الشاب يحملهما واحداً تلو الآخر على كتفيه عبر النهر، وبينما تعرض للمياه الجارفة كاد يغرق، لكنه كان يقول: إن ذهبت أنا فذاك أمر الله، أما هما فلا حياة لي دونهما، فنجاً بأعجوبة، وعرف الشاب أنه لم يتخل عنهما لحظة، حتى بعد أن صار شيخاً كبيراً، فصار الناس يضربون به المثل في الوفاء، ويقولون: هذا الذي حمل والديه قبل أن يحملهما التراب.

اقرأ أيضًا: قصة الحمامة المطوقة والعبر المستفادة

قصة عن بر الوالدين للأطفال قصيرة

كان هناك طفل اسمه سامي يحب والدته كثيراً، في أحد الأيام مرضت الأم فلم تستطع النهوض، فأخذ سامي يحضر لها الماء والعصير، ويهتم بتنظيف غرفتها ويجلس بجانبها يقرأ لها القصص، فقالت له أمه: بارك الله فيك يا بني، أنت أجمل هدية من الله، فابتسم سامي وقال: كما ربيتِني وأنا صغير سأعتني بك عندما تتعبين، فشعرت الأم بسعادة كبيرة وعرف سامي أن بر الوالدين يجعل القلب أكثر نوراً والبيت أكثر رحمة.

إلى هنا وينتهي مقالنا الرائع الذي تحدث عن واحدة من أجمل الصفات التي تدخل صاحبها الجنة ألا وهي بر الوالدين، حيث عرضنا قصة قصيرة عن بر الوالدين من السنة النبوية الشريفة ومن عهد الصحابة، وأغرب قصص بر الوالدين للكبار، والأطفال.