الاحتلام بدون حلم، وهي ظاهرة يمر بها كثير من الناس، وتثير تساؤل كبيراً لديهم حول الحكم الشرعي والأسباب التي تنتج عنها، فالمواضيع التي تنقض الوضوء وتوجب الغسل عليها جدال كبير، غير أنها موضع اهتمام الكثير من الناس، وفي هذا المقال سنتحدث حول هذا الموضوع مفهومه أسبابه وحكمه الشرعي، ونرفق بعض المعلومات ذات الصلة.
ما هو الاحتلام بدون حلم
الاحتلام بدون حلم هو أن يشعر النائم عند استيقاظه بوجود رطوبة أو إفراز عند الفرج أو يجد آثار المني أو المذي، ويكون ذلك من دون أن يتذكر أي حلم جنسي أو تخيل أثناء النوم، حيث يحدث الإنزال أثناء النوم لكن الحالم لا يتذكر أي مشهد أو قصة حلم تقوده إلى ذلك، قد يصاب البعض بمثل هذه الحالة دون أن يتنبه لنشاط عقلي واضح أثناء النوم، ويكون خروج الإفرازات تلقائياً وبدون وعي كامل.
ما هي أسباب الاحتلام بدون حلم
- النشاط الهرموني: حيث أنه في مرحلة البلوغ وما بعده ترتفع مستويات الهرمونات الجنسية (كالتيستستيرون) في الجسم فتزداد الفرصة لخروج المني أثناء النوم حتى بدون حلم واضح.
- الخلايا الجنسية في الجهاز العصبي: قد يحفز الجهاز العصبي أثناء النوم بآليات لا واعية تؤدي إلى الانتصاب أو الإثارة ورد فعل يخرج المني أو المذي دون أن يرتبط ذلك بحلم واضح.
- التحفيز الجسدي أو الاحتكاك الطفيف: أثناء النوم قد يحدث احتكاك ضمني بين الأعضاء أو الفراش يؤدي إلى إثارة تصل إلى مرحلة الإنزال بدون أن يشعر الحالم بذلك بشكل واضح أو يترجمه إلى حلم.
- الاستثارة الجنسية اللاواعية: قد تحدث أفكار أو صور تحت مستوى الوعي أثناء النوم، فتولد تأثيراً كافياً لخروج المني أو الإفرازات لكن لا تتبلور إلى حلم يعيه الحالم.
- انخفاض تذكر الأحلام: قد يحدث أن الحالم رأى حلماً لكنه لم يتذكره عند الاستيقاظ، فتصبح الحالة تبدو كما لو لم يكن هناك حلم مع أن الإنزال كان ناتج عن حلم وقع دون أن يحتفظ به الذاكرة.
- التعب النفسي أو الجسدي أو القلق: الإجهاد أو القلق قد يؤثر على قدرة الدماغ على تسجيل الأحلام أو استحضارها وبالتالي قد يحدث الإنزال دون أن يبقى أثر حلم يُذكَر.
- أسباب مرضية أو فسيولوجية: أحياناً قد يكون هناك خلل بسيط أو اضطراب في الجهاز التناسلي أو العصبي يجعل خروج المني يتم بآلية أقل تحكماً أو ارتباطاً بالحلم، خصوصا إذا كان هناك ضعف في التحكم أو حساسية مفرطة.
الاحتلام بدون حلم هل يوجب الغُسل
ورد في موقع إسلام ويب في الفتوى ذات الرقم تحت رقم 163349 وعنوان الاحتلام بدون إنزال لا يوجب الغسل ما يلي:
الاحتلام بدون إنزال لا يوجب الغُسل لأن الأصل في الغُسل عند الاحتلام وهو خروج المني، وبالتالي إذا رأت المرأة في النوم ما يدل على الاحتلام ولم تشعر بخروج المني أو لا تجد إفراز من المني عند الاستيقاظ فلا يلزمها الغُسل، كما أن شرط الغُسل هو التحقق من وجود المني الخارِج، فإذا لم يكن هناك خروج واضح فلا يلزم الغُسل بل يكفي الوضوء أو غسل ما أصابته من مواضع إذا اقتضى الأمر.
حقائق عن الاحتلام بدون حلم
- ليس ذنباً أو إثماً، فالإنسان لا يحاسب على ما يحدث أثناء النوم لأنه لا يملك السيطرة عليه، فالقلم مرفوع عن النائم حتى يستيقظ.
- ظاهرة طبيعية وتعد من العمليات الفسيولوجية التي قد تحدث للجنسين، ولا تعد شذوذ إذا لم ينزل المني بكثرة غير طبيعية.
- تكرار هذه العملية يختلف من شخص لآخر، حيث أن بعض الأشخاص قد يختبرونها غالباً، وآخرون نادراً أو لا يلاحظونها.
- قد يحدث الاحتلام بدون حلم في أي مرحلة بعد البلوغ، حيث تبدأ هذه الظاهرة غالبا بعد البلوغ، لأنها مرتبطة ببدء النشاط التناسلي والهرمونات.
- خروج المني هو المقياس الشرعي في الفقه، ما يعتبر الاحتلام هو خروج المني، فإذا لم يكن هناك خروج ملموس فلا يعتبر غسلاً واجباً.
ما الفرق بين الاحتلام والاستحلام
- الاحتلام (Ihtilam): هو خروج المني أثناء النوم نتيجة لحدوث حلم جنسي أو إثارة لا واعية تؤدي إلى الإنزال، وقد يرافقه حلم أو لا يتذكره الحالم.
- الاستحلام (Istihlâm): في بعض الاستخدامات يطلق على ما يشعر به الإنسان من رغبة جنسية أو ابتداء لاحتلام في وقت اليقظة، كمُقدمة نحو الاحتلام أو الاستعداد للإنزال أثناء النوم أو ما يقع بين النوم واليقظة من إشارات الإثارة التي تسبق الإنزال.
- وبالتالي الاحتلام يختص بوقوع الإنزال أثناء النوم، أما الاستحلام فيشير إلى المرحلة التي تسبق الاحتلام أو الإثارة التي قد تؤدي إليه، وقد يستخدم أحياناً بمعنى أن الإنسان يتخيّل أو يتخيل أثناء النوم أو ما بين النوم واليقظة.
إلى هنا وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي كان تحت عنوان الاحتلام بدون حلم حيث تعرفنا من خلال فقراته على طبيعة الاحتلام أسبابه وحكمه الشرعي، وأرفقتا بعض الحقائق حوله وما هو الفرق بين الاحتلام والاستحلام.