اختراعات عباس بن فرناس الذي يعد من أعلام الحضارة الإسلامية الذين تركوا بصمة خالدة في ميادين العلم والاختراع، وامتاز بجرأته في التجربة وسعة معارفه، فابتكر آلات فريدة وساهم في تطوير مجالات الطيران والفلك والهندسة، ويبحث هذا المقال من خلال سطوره القليلة القادمة حول شخصية عباس بن فرناس ويرفق أبرز اختراعاته واصله وتجربته في الطيران وكيف ومتى توفي.
اختراعات عباس بن فرناس
- في مجال الطيران: ابتكر آلة الطيران وهي عبارة عن جناحين واسعين مغطّيين بالريش، عمل على تثبيتها بجسده محاولاً محاكاة حركة الطيور، وقفز بهما من مكان مرتفع ونجح في التحليق للحظات قبل أن يسقط، وكان أول من حاول الطيران علميّاً.
- في مجال الفلك: القبة السماوية: وهي عبارة عن نموذج ميكانيكي يصور حركة الكواكب والنجوم بدقة داخل قبة مصغرة.
- في مجال الهندسة والميكانيكا: اختراع الساعة المائية وهي آلة تعمل بانسياب الماء لقياس الوقت بطريقة دقيقة ومنتظمة، واعتمدت على توازن الماء وتوزيعه داخل أوعية مدروسة لاحتساب الساعات.
- مجال الكيمياء والصناعة: ابتكر ابن فرناس أدوات قص البلور وهي أدوات دقيقة تتيح قطع الزجاج وصقله بدقة، دون كسره أو تشويهه، وكان له الفضل في صناعة الزجاج من الحجارة.
- في مجال البصريات: أجرى تجارب على انعكاس الضوء من الأسطح اللامعة والشفافة كالبلور والزجاج، ساعدت ملاحظاته في فهم خصائص الضوء ومهّدت لبحوث علمية لاحقة.
- مجال التعليم العلمي: صمّم نماذج وآلات تعليمية تشرح مفاهيم فلكية ورياضية بطريقة عملية، كانت تستخدم لتبسيط العلم وتدريب الطلاب على الفهم التجريبي.
معلومات عن عباس بن فرناس
عباس بن فرناس هو عالم موسوعي مسلم من الأندلس، ولد عباس بن فرناس في القرن التاسع الميلادي، وامتاز بنبوغه في عدة ميادين كالرياضيات والفلك والفيزياء والشعر، وكان من روّاد التجريب العلمي، واشتهر بمحاولة الطيران التي سبق بها عصره، وعرف بحبه للاستكشاف وابتكار أدوات تخدم العلم مما جعله مرجعاً علمياً في زمانه، عاش في بيئة حضارية تحت ظل الدولة الأموية بالأندلس مما أتاح له الاطلاع على العلوم المختلفة وتطويرها وكان له تأثير بارز في النهضة العلمية الإسلامية.
أصل عباس بن فرناس
ينحدر عباس بن فرناس من أصل أمازيغي، وقد ولد في مدينة رُندة بالأندلس والتي تقع اليوم ضمن أراضي إسبانيا الحديثة، نشأ في ظل الدولة الأموية في قرطبة، حيث ازدهرت العلوم والفنون، ما أتاح له بيئة خصبة للتعلم والإبداع، وتلقى ابن فرناس علومه في قرطبة المدينة التي كانت آنذاك منارة للعلم والعلماء وتأثر بثقافات متعددة انصهرت في الأندلس مثل العربية واللاتينية والأمازيغية، هذا الخليط الثقافي ساهم في تشكيل شخصية علمية فريدة فجمع بين تراثه الأمازيغي وروح البحث العربي الإسلامي ما جعله رمزاً من رموز العبقرية العلمية في الحضارة الإسلامية.
قصة عباس بن فرناس مع الطيران
تعد محاولة عباس بن فرناس للطيران من أبرز المغامرات العلمية في التاريخ الإسلامي، وقد بدأ الأمر بدراسة الطيور وحركتها، فتأمل طبيعة أجنحتها وكيفية تحليقها، وبعد عدة سنوات من البحث صمّم ابن فرناس جناحين كبيرين غطّاهما بالريش وربطهما بجسده بطريقة تتيح له المناورة، من ثم اختار مكاناً مرتفعاً في قرطبة ووقف أمام الناس ليجري تجربته، ثم قفز في الهواء محاولاً الطيران، استطاع التحليق لفترة قصيرة نسبياً وقطع مسافة محدودة قبل أن يهوي إلى الأرض، وبالرغم من أن تجربته لم تنجح كليا، إلا أنها كانت أول محاولة جادة في تاريخ البشرية لمحاكاة الطيران بشكل علمي، مما جعله يُعد رائداً في هذا المجال.
كيف مات عباس بن فرناس
لم يمت عباس بن فرناس مباشرة إثر تجربته في الطيران كما يشاع في بعض الروايات بل نجا من السقوط رغم الإصابات التي تعرض لها، إلا أن الحادث خلف آثاراً جسدية طويلة الأمد خصوصاً إصابة ظهره بسبب عدم تطويره لجهاز هبوط مناسب، إذ ركز في اختراعه على الطيران فقط دون التفكير في آلية آمنة للهبوط، وقد عانى لاحقاً من تبعات تلك الإصابات التي يعتقد أنها سببت له معاناة صحية مزمنة، وتوفي عباس بن فرناس بعد عدة سنوات من تجربته الكبرى في أواخر القرن التاسع الميلادي بعد أن ترك أثراً خالداً في سجل العلم والتجريب إذ كان أول من جسّد الطموح الإنساني بالتحليق في السماء.
ختاماً وبما تم ذكره من معلومات ينتهي مقالنا المميز الذي استعرضنا من خلاله اختراعات عباس بن فرناس ومعلومات حوله وأصله وشرح أولى تجارب الطيران التي قام بها بشر وكانت مسجلة باسمه وكيف توفي.