تبقى الكواكب ثابتة في مداراتها بسبب قوة معينة؛ فما هي تلك القوّة التي ترسم حركة الكواكب ضمن مسارات محددة وفق ما توصل إليه العلم؟ علماً أن الكواكب تمثل أجسام هائلة الحجم على خلاف ما يرى بالعين المجردة، ولهذا سيتم تحديد تلك القوة وتوضيح مدى تأثيرها على الكواكب وآليته، مع التطرق لكل ما هو مهم ومفيد علمياً ضمن هذا السياق مما وثقته آلة العلم وتجاربها.
تبقى الكواكب ثابتة في مداراتها بسبب قوة
من خلال دراسة حركة الأجرام والكواكب السماوية والتنبؤ بمواقعها ومداراتها نتوصل إلى حقيقة علمية وهي أن مسارات حركة الكواكب ضمن المجموعة الشمسية ثابتة، وقد أثبتت آلة العلم والتجارب ما يلي:
- تبقى الكواكب ثابتة في مداراتها بسبب قوة الجاذبية الأرضية.
وقد يبدو أن كل كوكب أو جرم سماوي يوجد ضمن المجموعة الشمسية ثابت في مكانه ولا يتحرك؛ لكن الواقع أن كل منها يتحرك ضمن مسار محدد ولا يتغير، حيث تدفع جاذبية الشمس وهي الجرم الأكبر بقية الأجرام للتحرك ضمن مدارات مختلفة، فإما أن تكون دائرية ومنتظمة أو بيضاوية، كما أن مدة دوران كل منها حول الشمس تختلف أيضاً من كوكب لآخر.
تعريف الجاذبية
تُعرف الجاذبية بأنها قوة طبيعية ناجمة عن تجاذب الأجسام تحت تأثير أي جسمين لهما كتلة أو وزن ضمن هذا الكون، بغض النظر عن حجم تلك الأجسام حيث تتأثر قوة الجاذبية بعوامل الكتلة والمسافة، ومن أمثلتها جاذبية الكواكب أو الأجرام السماوية التي تتمثل الجاذبية بقوة سحب الأشياء نحو مركزها مما يحدد الوزن الذي سيختلف تباعاً لقوة الجاذبية، فوزن الشخص على الأرض مختلف عن وزنه على سطح القمر (أخف) أو على سطح المشتري (أثقل) تأثراً بالجاذبية، أما جاذبية الشمس فهي الأقوى ضمن نظامنا الشمسي ما يجعلها تؤثر في حركة الأجرام التي تدور حولها بمسارات معينة بفعل تلك القوة.
سبب اختلاف مدارات الكواكب
تتلخص أسباب اختلاف مدارات الكواكب ضمن المجموعة الشمسية بما يلي:
- الجاذبية: فكافة الأجرام السماوية محكومة بجاذبية الشمس (كونها الجرم الأكبر)، وكلما كان الجرم السماوي أقرب للشمس بات مداره أقصر ومدة دورانه حولها أسرع.
- الزخم الزاوي – Angular Momentum: وهو القوة التي ورثها الجرم السماوي جرّاء دوران سحابة الغاز والغبار الناجمة عن تشكل النظام الشمسي، وعبر ملايين السنين بات لكل منها زخم زاوي معين ومحدد بحيث يدور بزاوية ميل ومسار خاص به مختلف عن بقية الأجرام.
- الاصطدامات والتفاعلات: أي التصادمات والتفاعلات التي جرت قبل ملايين السنين بفعل الجاذبية، مما أدى لتفتت بعض الأجرام وتغير شكلها الخارجي أو خروج بعض الكواكب عن مداراتها لتغير حجم قوة الجاذبية المؤثرة بها.
قوة جاذبية الشمس بماذا تتأثر
- كتلة الشمس وهي الجرم الأكبر في المجموعة الشمسية لذا تسحب بفعل جاذبيتها الأجرام والمذنبات وحتى الضوء، ولو كان حجم الشمس أصغر ضعفت جاذبيتها.
- المسافة الفاصلة بين الشمس وبقية الأجرام، فكلما كان الكوكب أبعد ضعف تأثره بالجاذبية الشمسية.
- كتلة الجرم السماوي أو الكوكب، فكلما كانت كتلته أكبر زادت قوة جذبه للشمس والعكس صحيح.
بهذا القدر نبلغ الختام، حيث قدمنا في فقرات هذا المقال معلومات دقيقة ومفصلة عن حركة الكواكب ومدى تأثرها بالجاذبية، كما تم الاطلاع على أسباب اختلاف مسارات الكواكب ضمن المجموعة الشمسية.