قصة الحمامة المطوقة من القصص القديمة التي وردت في كتاب كليلة ودمنة وتحكي عن أهمية التعاون والعمل المشترك ضمن فريق واحد من أجل التخلص من المشاكل على اختلافها، وتبين أهمية الصداقة ودور الصديق الحقيقي في حل المشكلات ويستعرض هذا المقال قِصة الحَمامة المُطوقة ومن هو صاحب القصة وبيان شخصيات القصة ودلالاتها وما هي العبر المستفادة من القصة.
قصة الحمامة المطوقة
تبدأ أحداث قصة الحمامة المطوقة بوجود غراب يراقب المشهد من أعلى شجرة دون أي تدخل (ويمثل الغراب الجانب السلبي في المجتمع الذي يفضل المشاهدة دون القيام بأي دور) ويتصدر المشهد الصياد في شكله الذي يوحي بالمكر والخداع.
حيث ينصب الشبكة وينثر الحبوب لتغري الطيور وتوقعها في فخه، لم يدرك الحمام بقيادة الحمامة المطوقة خطورة الأمر ووقع في الشرك، وفي اللحظة الحرجة تظهر الحكمة والفطنة لدى الحمامة المطوقة التي نظمت الحمام ودعتهم للتعاون للطيران بالشبكة بعيدًا عن الصياد.
أما بعد نجحت خطة الحمام بالطيران في الشبكة، تقودهم الحمامة المطوقة إلى جحر فأر صديق لها، (يظهر الفأر كرمز للصداقة الحقيقية) حيث يباشر في تحرير الحمامات من الشبكة، مطيعا توجيهات الحمامة المطوقة بأن يبدأ بقرض الشبكة من جهات صديقاتها قبل أن يحررها هذا الفعل يبرز قيمة الإيثار والاهتمام بالآخرين.
اقرأ أيضًا: قصة طويلة قبل النوم للأطفال
من هو صاحب قصة الحمامة المطوقة
إن صاحب قصة الحمامة المطوقة هو الكاتب الفارسي بيدبا، وعاش بيدبا في الفترة القديمة وعرف بحكمته وبلاغته، قصة الحمامة المطوقة وردت ضمن كتابه الشهير كليلة ودمنة، والذي جمع فيه العديد من الحكايات المليئة بالرموز والأخلاقيات الموجهة للملوك والرعية.
ويعد هذا الكتاب من أبرز الأعمال الأدبية التي استخدمت لتقديم النصائح والحكم من خلال قصص قصيرة وأحداث تمثيلية، وفي القرن الثاني الهجري ترجم الكتاب إلى اللغة العربية بواسطة عبد الله بن المقفع مما ساهم في انتشاره الواسع في العالم العربي والإسلامي.
شخصيات قصة الحمامة المطوقة
- الغراب: وهو شخصية سلبية تراقب الأحداث دون التدخل للمساعدة، مما يعكس دور المتفرجين الذين لا يسعون لتحسين المواقف الصعبة.
- الصياد: يمثل المكر والخداع في المجتمع، حيث يغري الحمام بما يحب لينقلب الأمر إلى شرك مؤلم.
- الحمامة المطوقة: وهي قائدة حكيمة تدعو إلى العمل الجماعي والتضحية من أجل الآخرين، وتظهر اهتماماً كبيراً بصديقاتها الحمام.
- الحمام: يرمز للأشخاص الذين يحتاجون إلى قائد ملهم ليقودهم نحو التعاون والعمل المنظم.
- الفأر: مثال للصديق الوفي الذي يظهر دعمه وقت الحاجة، مما يبرز أهمية العلاقات الإنسانية الحقيقية.
العبر المستفادة من قصة الحمامة المطوقة
- عندما يعمل الجميع بروح الفريق، يمكنهم تحقيق المستحيل ويظهر ذلك من خلال طيران الحمام بالشبكة.
- الحمامة كانت نموذجًا للإيثار عندما طلبت من الفأر قضم الشبكة من جهة صديقاتها أولاً.
- ضرورة التفكير بحكمة قبل التصرف كي لا تكون النهاية فخ كما حدث مع الحمامات.
- الصديق الحقيقي تكشفه المواقف حيث تظهر الصداقة في هذه القصة أبهى صورها من خلال مساعدة الفأر والحمامة وصديقاتها.
- القائد الحكيم هو من يلهم من حوله للعمل المشترك ويتخذ قرارات تضمن سلامة الجميع.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على تفاصيل قصة الحمامة المطوقة، وما هي دلالاتها بعد بيان من هو صاحب القصة وشخصياتها والعبر والدروس المستفادة من القصة.