يستعد المنتخب البرازيلي لإحداث تحول تاريخي في مظهره الكروي مع اقتراب موعد كأس العالم 2026، حيث من المنتظر أن يظهر اللاعبون بقميص احتياطي أحمر اللون، في خطوة لم تعرفها الكرة البرازيلية منذ أكثر من مئة عام، ما يشكل خروجًا غير مسبوق عن التقاليد الراسخة التي ميزت قميص السامبا لعقود طويلة.
منذ سنوات طويلة، ارتبط المنتخب البرازيلي بقميصه الأصفر المعروف، المزين بأرقام خضراء وتبان أزرق، وهي تركيبة شكلت أحد أبرز رموز الهوية البصرية للكرة البرازيلية، ولم يشهد هذا المظهر أي تغيير جوهري إلا عند الضرورة، إذ كان يُعتمد القميص الأزرق كخيار ثانٍ عند مواجهة منتخبات ترتدي ألوانا متشابهة، لكن الوضع سيتبدل تمامًا في النسخة القادمة من المونديال.
بحسب ما أكدته مصادر قريبة من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، فإن قميص المنتخب الأساسي سيظل محافظًا على ألوانه المعتادة، لكن سيتم طرح قميص احتياطي جديد كليا باللون الأحمر، وهو ما لم يحدث منذ تأسيس المنتخب قبل أكثر من قرن، ويُتوقع أن يحمل هذا القميص دلالات رمزية وجمالية مختلفة تمامًا عما اعتاده عشاق السامبا.
هذا التغيير يتزامن مع خطوة أخرى تتمثل في إنهاء العلاقة مع شركة نايكي الأمريكية التي ارتبط اسمها بالمنتخب لسنوات طويلة، حيث سيتم التعاقد مع شركة “جوردان” العالمية لتصبح المورد الرسمي الجديد للملابس والتجهيزات الرياضية الخاصة بالمنتخب البرازيلي، وهي شراكة ينتظر أن تنعكس على هوية الملابس وتصاميمها في البطولات القادمة.
وعلى امتداد تاريخ مشاركاته في كأس العالم، التزم المنتخب البرازيلي بقميصين فقط، الأصفر الذي يعتبر الأساسي منذ خمسينيات القرن الماضي، والأزرق الذي ظهر به في مناسبات محدودة، بينها بعض مباريات كأس العالم الأخيرة، مثل مواجهة منتخب سويسرا في مونديال قطر 2022، كما لعب به في نهائي 1958 أمام السويد، لكن الأحمر لم يظهر إطلاقًا ضمن أزياء المنتخب الرسمية.
ويستحضر جمهور الكرة البرازيلية ذكريات المجد المرتبطة بالقميص الأصفر، حيث ارتداه الفريق خلال نهائي مونديال 2002 أمام ألمانيا وحقق اللقب بنتيجة هدفين مقابل هدف، كما كان حاضرا أيضا في نهائي 1994 عندما تفوق البرازيليون على إيطاليا في مباراة انتهت بركلات الترجيح وتوج بها روماريو ورفاقه.
رغم أن التغيير في الألوان لا يمس القميص الأساسي، إلا أن دخول اللون الأحمر إلى المشهد يعكس توجها جديدًا في سياسة الاتحاد البرازيلي، وربما يحمل معه بعدا تسويقيا يسعى من خلاله المسؤولون إلى فتح آفاق جديدة للمنتخب الأشهر في العالم، الذي لا يزال يبحث عن طريق العودة إلى منصات التتويج العالمية بعد غياب دام أكثر من عقدين.
يشار إلى أن المنتخب البرازيلي يحتل حاليًا المركز الرابع في ترتيب تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، بعدما جمع 21 نقطة من أصل 14 مواجهة، بفارق 10 نقاط كاملة خلف المتصدرة الأرجنتين التي ضمن منتخبها التأهل رسميًا إلى النهائيات.