صيغ الحمد كثيرة، فالحمدُ للهِ من أعظم أبواب ذكر الله، وهي أرقى مراتب شكره، وبها تُستفتح الخطب وتُختم العبادات، وهو حق الله على عباده في السراء والضراء، وصيغُ الحمد عديدة ومتنوعة، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية، كلها تُعبّر عن كمال التوحيد، وصدق العبودية، وتفتح أبواب الخير والرحمة.
صيغ الحمد في السنة
وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغ كثيرة للحمد، منها نذكر:
كما كان يقول في الصلاة: “الحمد لله رب العالمين”.
“الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه”** – هذا الدعاء قاله الصحابي بعد العطاس، فقال النبي: “لقد رأيت بضعة عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول”.
“اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك”، حديث صحيح.
“الحمد لله على كل حال” أفضل دعاء يقال عند نزول البلاء.
“الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات”، يُقال عند إتمام عملٍ صالح.
صيغ الحمد في القرآن
وردت كلمة “الحمد” في مواضع كثيرة من القرآن، وكلها تشير إلى تمجيد الخالق وتعظيمه، ومن أشهر هذه الصيغ:
“الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”، في سورة الفاتحة: الآية 2، وهي من أعظم صيغ الافتتاح، وأشهرها، وقد وردت أول آية في المصحف.
“وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا”، من سورة الأعراف: الآية 43.
“الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ”، من سورة الأنعام: الآية 1.
“الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ”، من سورة فاطر: الآية 34.
“وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”، من سورة يونس: الآية 10.
هذه الآيات والكثير من الآيات الأخرى تُبيّن أن الحمد شاملٌ لكل النعم، في الدنيا والآخرة، وفي كل المواقف.
أفضل صيغ الحمد ابن باز
قال فضيلة الشيخ ابن باز عن موضوع صيَغُ الحمدِ أن أفضل صيغها وأجمعها وأكملها هي الصيغ الواردة في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وهي كثيرة لا تقتصر على ما أوردناه سابقاً فقط، وقد انتقى رحمه الله صيغة شاملة وجامعة للخير، والحمد، وهي:
“الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد”.
والحري بالذكر أن فضيلة الشيخ ابن باز أفتى أنه من أعظم أنواع الذكر، وأحب الكلام إلى الله بعد صيغة التوحيد.
فضل الاكثار من الحمد
- سبب في زيادة النعم: بدليل قوله تعالى: “لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”، والحمد هو أعلى مراتب الشكر.
- يُكفّر السيئات والذنوب والخطايا: بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: “الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان…”.
- الحمد من أذكار الجنة: قال تعالى: “وآخِرُ دَعْوَاهُمْ أنِ الحمد لله رب العالمين”.
- الحمد يكسب المؤمن رضا الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها”.
- سُنة عن النبي وفاتحة الخير على المسلم، والاقتداء بالسنة واجب عليه.
وفي ختام المقال الذي حمل عنوان صيغ الحمد لا بد من التنويه أن الإكثار من الحمد هو مفتاح لكل خير في حياة المسلم، وقد ذكرنا في سطوره الصيغ الواردة في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المشرفة، وفضائل الإكثار من الحمد.