سأحكي لكم عن تجربتي مع زيادة هرمون الاستروجين، لطالما كان التوازن الهرموني عنصرًا أساسيًا في صحة المرأة، ولكن عندما اختل هذا التوازن لديّ، بدأت رحلة مليئة بالتحديات حتى تمكنت من استعادة عافيتي، فسأشارككم اليوم تفاصيل تجربتي مع ضبط مستويات هرمون الإستروجين، وكيف نجحت في التغلب على الأعراض المزعجة التي كنت أعاني منها.
تجربتي مع زيادة هرمون الاستروجين
عند بلوغي سن الخامسة والأربعين، لاحظت تغيرات مزعجة في جسدي، حيث أصبحت الدورة الشهرية غير منتظمة، وبدأت أشعر بتقلبات مزاجية حادة، إضافة إلى الأرق المستمر وآلام المفاصل التي لم أكن أواجهها من قبل، وفي البداية اعتقدت أن الأمر مجرد إرهاق أو تغيرات طبيعية، لكن مع استمرار الأعراض، قررت استشارة الطبيب.
بعد إجراء الفحوصات، أخبرني الطبيب بأنني أعاني من انخفاض في هرمون الإستروجين، وهو أمر شائع لدى النساء في هذه المرحلة العمرية، حينها أدركت أن الحل يكمن في تعديل نمط حياتي، وليس فقط الاعتماد على العلاج الدوائي.
الأسباب المؤدية إلى انخفاض الإستروجين
- التقدم في العمر، فمع الاقتراب من سن اليأس، تتراجع قدرة المبايض على إنتاج الإستروجين.
- متلازمة تكيس المبايض، فأحد الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى اضطرابات هرمونية.
- التعرض للإجهاد المزمن، حيث يؤثر التوتر المستمر على إنتاج الهرمونات.
- الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية قد يؤدي ذلك إلى خلل هرموني، خاصة لدى النساء اللاتي يتبعن أنظمة غذائية منخفضة السعرات الحرارية.
- تناول بعض الأدوية، مثل العلاجات الهرمونية المستخدمة في علاج السرطان.
تجربتي مع نقص هرمون الاستروجين
- اضطرابات في الدورة الشهرية وتأخرها لفترات طويلة.
- تقلبات مزاجية حادة وصلت إلى الشعور بالاكتئاب في بعض الأحيان.
- مشكلات في الذاكرة والتركيز جعلتني أقل إنتاجية في عملي.
- تساقط الشعر وجفاف البشرة، مما أثر على ثقتي بنفسي.
- نقص كثافة العظام، مما أدى إلى الشعور بآلام في المفاصل.
كيف نجحت في ضبط الإستروجين طبيعيًا؟
قرر الطبيب وصف بعض الأدوية، ولكنني كنت حريصة على تحسين نمط حياتي أيضًا، قمت بتطبيق عدة تغييرات ساعدتني بشكل كبير في تحقيق التوازن الهرموني:
1. اتباع نظام غذائي متوازن
- منتجات الصويا: كالتوفو وحليب الصويا.
- البذور الغنية بالمغذيات: مثل بذور الكتان وبذور السمسم.
- الخضروات الورقية الداكنة: مثل السبانخ والبروكلي.
- المكسرات: خاصة اللوز والجوز، التي تدعم صحة الهرمونات.
- الفواكه: كالتوت والتفاح والخوخ، التي تحتوي على مضادات أكسدة طبيعية.
2. ممارسة الرياضة باعتدال
على الرغم من أهمية التمارين الرياضية للصحة العامة، فإن الإفراط فيها قد يؤدي إلى اضطرابات هرمونية، لذلك اعتمدت على ممارسة اليوغا والمشي يوميًا، وهو ما ساعدني في تقليل التوتر وتحسين الدورة الدموية.
3. تنظيم النوم وتقليل التوتر
النوم الجيد هو أحد العوامل الحاسمة في استقرار الهرمونات، وبدأت بالالتزام بروتين نوم منتظم، وتجنب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل، كما مارست التأمل وتمارين التنفس العميق لتخفيف التوتر.
4. استخدام المكملات الطبيعية
- فيتامين د: الذي يساعد في تحسين امتصاص الكالسيوم وتقوية العظام.
- الأوميغا 3: لدعم صحة القلب والهرمونات.
- عشبة الكوهوش السوداء: التي ثبتت فعاليتها في تخفيف أعراض نقص الإستروجين.
أعراض زيادة هرمون الإستروجين
- اضطرابات الدورة الشهرية، مثل النزيف الغزير أو المطول.
- تورم وألم في الثديين.
- الصداع المتكرر.
- زيادة الوزن، خاصة في منطقة البطن والفخذين.
- مشكلات في الذاكرة والتركيز.
متى يجب اللجوء للعلاج الهرموني؟
في بعض الحالات، يكون العلاج بالهرمونات البديلة ضروريًا، خاصة إذا كانت الأعراض شديدة وتؤثر على جودة الحياة، لكن يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل اتخاذ أي قرار، حيث يمكن أن يكون لهذا النوع من العلاجات آثار جانبية، خاصة مع الاستخدام الطويل.
في ختام تجربتي مع زيادة هرمون الاستروجين، وبعد شهور من التغييرات، أشعر بتحسن كبير، لم يكن الحل في تناول الأدوية فقط، بل كان في تغيير نمط حياتي بالكامل، وأدركت أن التوازن في كل شيء هو المفتاح لصحة جيدة، سواء في التغذية، النوم، أو النشاط البدني، فإذا كنتِ تعانين من أعراض اضطراب هرموني، أنصحكِ بمتابعة حالتك الصحية والبحث عن الحلول الطبيعية قبل اللجوء إلى العلاجات الدوائية.