في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رفع الرسوم الجمركية على واردات من حوالي 60 دولة، مما أثار قلقاً كبيراً بين الدول والمستهلكين على حد سواء، وأدى إلى انتشار القضية على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية.
وأصبحت هذه الرسوم موضوعًا رئيسيًا في النقاشات الاقتصادية، ليتم استخدام مصطلح “الحرب التجارية” للإشارة إلى التوترات بين الصين والولايات المتحدة.
أصدر البيت الأبيض مرسومًا رئاسيًا “معدلاً” يرفع الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات القادمة من الصين، حيث شهدت زيادة كبيرة من 34% إلى 84%، بالإضافة إلى الـ20% التي كانت مفروضة سابقًا، ما أدى إلى ارتفاع إجمالي التعريفة إلى 104% اعتبارًا من يوم الأربعاء.
في مقال نشرته صحيفة “الإيكونوميست” تحت عنوان “لماذا تعتقد الصين أنها ستنتصر في الحرب التجارية مع ترامب؟”، أشارت الصحيفة إلى أن ترامب يبدو أقل اهتمامًا بالتوصل إلى اتفاق مع بكين، بينما أظهر المسؤولون الصينيون رغبتهم في الحفاظ على ضبط النفس، مؤكدين عدم خضوعهم لضغوط الولايات المتحدة.
ورجحت الصحيفة أن الصين قد تتمكن من الصمود بفضل عدم حاجتها الماسة إلى التوصل إلى تسوية مع ترامب، في حين يعاني الأخير من ضغوط داخلية مرتبطة بالعديد من القضايا العالمية.
كما ناقشت الصحيفة تأكيدات المسؤولين الصينيين على أن الولايات المتحدة ستواجه تداعيات اقتصادية نتيجة لهذه الرسوم الجمركية، مشيرين إلى أن الصين لديها العديد من الخيارات مثل تخفيض أسعار الفائدة، وتحفيز اقتصاداتها المحلية، وحتى تحسين علاقاتها التجارية مع دول أخرى.
من جهة أخرى، رأى الكاتب غوردون تشانغ في مقاله “دونالد ترامب فجّر للتو اقتصاد الصين” في صحيفة “التلغراف” البريطانية، أن الرسوم الجمركية قد تسببت في تقلبات كبيرة في الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن الصين قد تجد نفسها مضطرة إلى تعديل سياساتها بشكل جذري لتجنب تداعيات هذه الحرب التجارية.
كما أضاف أن الصين ستواجه تحديات كبيرة في محاولاتها لمواصلة نموها الاقتصادي، في وقت قد تتحالف فيه العديد من الدول الأخرى ضد السياسات الأمريكية.
أما صحيفة “أكسيوس” الأمريكية، فقد نشرت تقريرًا عن زيادة الرسوم الجمركية على الطرود القادمة من تطبيقات مثل “شي إن” و”تيمو”، اللذين استفادا من ثغرة في النظام الجمركي سمحت لهما بتجنب فرض الرسوم الجمركية على السلع الرخيصة.
وبموجب القرار التنفيذي الجديد، ارتفعت الرسوم الجمركية بنسبة كبيرة على الشحنات القادمة من الصين، مما أثار اعتراضات كبيرة من قبل الشركات الأمريكية التي تعتقد أن هذه الإجراءات ستضرّ بالاقتصاد المحلي.