وسط مراقبة حذرة لشاشات التداول، تلقى المستثمر دانييل مورجان إشعارًا بخبر إيجابي عن تأجيل الرسوم الجمركية على الصين، فظنه مؤشرًا على انتعاش قريب، ودفع بمزيد من أمواله في السوق، لكن الفرحة لم تدم، إذ صدر نفي رسمي بعد دقائق، فتراجع السوق بعنف وتكبد خسائر جديدة، في مشهد يعكس كيف تسيطر الشائعات على حركة الأسواق.

في صباح أحد أيام التداول، نشر حساب مجهول على “إكس” تغريدة تدعي أن الرئيس ترامب يخطط لتجميد رسوم جمركية، فتداولت وسائل إعلام كبرى الخبر بسرعة وقفزت مؤشرات السوق بقوة، لترتفع الأسهم بأكثر من 2.4 تريليون دولار، لكن النفي الرسمي جاء سريعًا، وسُحبت تلك المكاسب بالكامل في أقل من نصف ساعة، في خسارة جماعية تجاوزت 2.5 تريليون دولار.

هذه الحوادث ليست جديدة، ففي عام 2000 تسببت شائعة عن أرباح ضعيفة لشركة إنتل في هبوط أسهم التكنولوجيا، وفي 2008 أدى خبر كاذب عن إصابة ستيف جوبز بأزمة قلبية إلى انخفاض سهم آبل بشكل حاد، أما في 2010 فشهدت الأسواق ما يُعرف بـ”الانهيار اللحظي” الذي تبخر فيه تريليون دولار خلال دقائق بسبب خلل في نظام التداول.

وفي 2018، كتب إيلون ماسك تغريدة قال فيها إنه يفكر في تحويل تسلا إلى شركة خاصة بسعر 420 دولارًا للسهم، وأضاف أن التمويل متوفر، مما دفع بالسهم إلى الارتفاع، لكنه تراجع سريعًا بعد انكشاف عدم صحة التصريح، وهذه التغريدة كلفت ماسك غرامات باهظة، وجعلته يتنحى عن رئاسة مجلس الإدارة.

الأسواق تتحرك بسرعة جنونية بفعل الخوارزميات وتداول الأوامر الآلية، ومع انتشار الشائعات على مواقع التواصل، تصبح قرارات المستثمرين أكثر عُرضة للتأثر الفوري، وفي ظل هذا الواقع، تبقى الأسواق رهينة للمعلومة، سواء كانت صحيحة أو زائفة، ما يجعل تعزيز الرقابة والوعي أولوية لمنع فوضى قد تُحدثها تغريدة واحدة.