سأقص عليم تجربتي مع توهم المرض، حيث يعيش بعض الأشخاص في قلق دائم على صحتهم، حيث يتحول أي عرض بسيط إلى هاجس مخيف، ويبدأ العقل في تفسير أي ألم عابر على أنه مؤشر لمرض خطير، وهذه الحالة تُعرف باضطراب توهم المرض أو “الهيبوكوندريا”، وهي مشكلة تؤثر سلبًا على جودة الحياة والعلاقات الاجتماعية.

تجربتي مع توهم المرض بالأعراض والأسباب

تجربتي مع توهم المرض

لطالما كنت شخصًا حريصًا على صحتي، لكن الأمر تحول إلى كابوس حقيقي بعد وفاة والدتي بسبب السرطان، كنت صغيرة آنذاك، لكن تلك التجربة تركت في داخلي خوفًا عميقًا من أن أصاب بالمرض نفسه.

مع مرور السنوات، بدأت أي أعراض بسيطة تدفعني إلى التفكير في الأسوأ، إذا شعرت بألم في بطني، أقنع نفسي بأنه سرطان معدة، وإذا وخزتني قدمي، تخيلت أنه جلطة، ولم يكن مجرد قلق عابر، بل هوس يسيطر على حياتي، كنت أبحث باستمرار عن أعراض الأمراض عبر الإنترنت، وأتابع البرامج الطبية وكأنني طبيبة، وكل معلومة جديدة تزيد من توتري.

وصل الأمر إلى ذروته عندما شعرت بألم مستمر في القولون، كنت مقتنعة أنني مصابة بمرض خطير، ذهبت إلى الطبيب وأجريت كل الفحوصات اللازمة، لكن النتيجة كانت واضحة: أنا بخير، ورغم ذلك، لم أستطع تصديق الأمر، بل ظننت أن الأطباء ربما لم يكتشفوا المرض بعد.

تجربتي مع وسواس المرض والموت

كانت تجربتي مع وسواس المرض والموت من أصعب المراحل التي مررت بها في حياتي، كل عرض جسدي بسيط كان يتحول في ذهني إلى مرض خطير، وكل ألم عابر كان دليلاً على اقتراب النهاية،أصبحت أعيش في دوامة من القلق المستمر، أبحث عن إجابات مطمئنة ولكن لا أجد سوى المزيد من المخاوف.

زيارات الأطباء لم تكن تكفيني، والاطمئنان لم يكن يدوم طويلًا، لكن مع الوقت أدركت أن الحل ليس في البحث عن المرض، بل في مواجهة الخوف نفسه، بالتدريج ومع الدعم النفسي، تعلمت أن أعيش اللحظة وأثق بأن الحياة أكبر من مجرد هواجس تسرق راحتي.

أعراض وسواس المرض الجسدية

  • الخوف المستمر من الإصابة بأمراض خطيرة، رغم عدم وجود دليل طبي يؤكد ذلك.
  • تجنب الأماكن العامة خوفًا من انتقال العدوى.
  • مراقبة وظائف الجسم الطبيعية، مثل ضربات القلب أو حركة الأمعاء، والاعتقاد بأنها أعراض مرض خطير.
  • الفحص الطبي المتكرر، وعدم الاقتناع بنتائج التحاليل حتى لو أكدت سلامة الشخص.
  • البحث المفرط على الإنترنت عن الأمراض وأعراضها.
  • القلق المستمر من أي تغيير جسدي بسيط، مثل ظهور بقعة على الجلد أو شعور بألم مؤقت.

كيف تتعامل مع وسواس المرض؟

  • تجنب البحث المفرط عن الأعراض على الإنترنت، فالكثير من المعلومات غير دقيقة، وقد تثير لديك مخاوف غير مبررة.
  • الابتعاد عن التفكير السلبي، وحاول تحويل تركيزك إلى الأنشطة الإيجابية مثل ممارسة الرياضة أو الهوايات التي تستمتع بها.
  • الالتزام بالفحوصات الدورية دون مبالغة، فالفحص الطبي المنتظم مفيد، لكنه لا يجب أن يتحول إلى وسواس يدفعك لإجراء التحاليل بشكل متكرر.
  • طلب المساعدة النفسية عند الحاجة، فإذا شعرت بأن القلق يسيطر على حياتك، فلا تتردد في استشارة طبيب نفسي، فقد يساعدك في فهم مخاوفك والتعامل معها بشكل صحي.
  • تطبيق تقنيات الاسترخاء والتأمل، مثل تمارين التنفس العميق واليوغا، والتي تساهم في تقليل القلق والتوتر.

في النهاية، إن اضطراب توهم المرض ليس مجرد خوف عادي، بل قد يتحول إلى معاناة حقيقية تؤثر على حياة الشخص اليومية، لكن الخبر الجيد أن هذه الحالة قابلة للعلاج، سواء من خلال العلاج النفسي أو تغيير العادات اليومية، إذا كنت تعاني من القلق الصحي المفرط، فتذكر أن الاعتدال هو الحل.